ناقش بودكاست حديث لجوجل قضية خبرة خبراء السيو (SEO) ومدى وعي المبتدئين والمحترفين، مسلطًا الضوء على المسؤولية وراء الفجوة في الفهم.
فجوة الفهم بين خبراء السيو وجوجل
في بودكاست “Search Off the Record”، تناول فريق البحث في جوجل الفجوة بين فهم خبراء السيو لكيفية تصنيف جوجل للمواقع والطريقة التي يراها فريق جوجل. وعبّر غاري إيليس عن دهشته قائلاً إنه أحيانًا لا يفهم ما يقوله خبراء السيو.
جوجل: أسئلة خبراء السيو “لا معنى لها”
أشار مارتن سبليت إلى لقاء جمعه مع ناشرين وخبراء سيو أتراك خلال حدث لجوجل في تركيا، حيث اشتكوا من ضعف نتائج البحث. تبين أن المشكلة ليست في نتائج البحث بل في كيفية تصميم المواقع باللغة التركية، مما يثير تساؤلات حول خبرة الناشرين الأتراك في السيو.
قال مارتن:
“وفي النهاية، اكتشفنا كمجموعة أن هناك العديد من المشاكل في الطريقة التي يتم بها إنشاء المحتوى على المواقع باللغة التركية.”
أضاف غاري إيليس أن الخبرة مسألة ذاتية؛ فهناك مبتدئون يفهمون التفاصيل الدقيقة للزحف والفهرسة بشكل أفضل من بعض الخبراء الذين قد تكون أسئلتهم غير مفهومة.
صرح غاري:
“عندما تسأل الناس عن خبرتهم، قد يقولون ‘أنا خبير’ أو ‘أنا مبتدئ تمامًا’. ولكن عند التحدث إليهم، تجد أن المبتدئ يعرف الكثير عن HTTP والزحف والفهرسة، بينما يطرح الخبير أسئلة لا يمكن حتى تفسيرها.”
هذا التباين يعكس فجوة في الفهم بين ما يعتقد خبراء السيو أنهم يعرفونه وما يدركه فريق جوجل.
فجوة المعرفة والخبرة
هناك فجوة كبيرة تفصل بين تجربة خبراء السيو مع خوارزميات التصنيف وفهم فريق جوجل لكيفية عملها. مثال كلاسيكي على ذلك هو مفهوم “سلطة النطاق” (Domain Authority) الذي يعتقده خبراء السيو وتنفي جوجل وجوده.
خلال اجتماع لجوجل، اشتكى شخص من أن تحديثًا رئيسيًا أضر بترتيب كلماتهم الرئيسية بنسبة 50%، وسأل:
“كيف يمكن أن تنخفض سلطتنا بنسبة 50% بين ليلة وضحاها؟ وما الذي يمكننا فعله لزيادة سلطتنا؟”
أجاب جون مولر:
“بشكل عام، جوجل لا تقيم سلطة المواقع. لا نعطي المواقع درجات للسلطة لنقول إنها درجة سلطة عامة لموقعك. هذا ليس شيئًا نطبقه هنا.”
هذا المثال يعكس كيف أن هناك سوء فهم واسع النطاق بين ما يعتقده خبراء السيو حول تصنيف المواقع وما يحدث فعليًا.
ماذا يعرف خبراء السيو حقًا؟
تحدث مارتن سبليت عن كيفية تقييم خبرة خبراء السيو، مثل عدد السنوات في المجال أو حجم المواقع التي يديرونها، ولكنه أشار إلى أن هذه المعايير لا تعكس دائمًا مستوى خبرتهم الحقيقي.
وأوضح قائلاً:
“نحاول قياس الخبرة من خلال طرح أسئلة عن عدد السنوات التي قضوها في هذا المجال، وعدد الانطباعات التي يديرونها شهريًا. ولكن هذه معايير ليست دقيقة تمامًا، وهي مسألة ذاتية للغاية.”
وأضاف جون مولر أن حتى المتخصصين في مجالات معينة من السيو قد يفتقرون إلى فهم بعض المفاهيم الأساسية.
صرح جون:
“يمكن أن يكون شخص ما متخصصًا جدًا في جانب معين مثل عمال الويب (Web Workers)، لكنه يسأل في الوقت نفسه: كيف يمكنني منع صفحة من الفهرسة؟”
التحديات في التواصل بين جوجل وخبراء السيو
تحدث مارتن عن الحاجة إلى حوار أعمق مع مجتمع السيو لفهم كيفية تحسين وثائق جوجل أو ما إذا كانت هناك مشاكل في وعي خبراء السيو.
وتساءل:
“هل يمكن أن يكونوا غير مدركين لوجود الوثائق؟ أم أنهم يواجهون صعوبة في استيعاب المعلومات الكثيرة التي نقدمها؟ أم أنهم ببساطة لا يعرفون؟”
طرحت ليزي ساسمان سؤالًا:
“هل شعرت من خلال حديثك معهم أنهم يعرفون الوثائق أم أن الترجمة ربما كانت سيئة؟”
أجاب مارتن:
“هذا ما لا أعرفه. كنا منشغلين خلال الحدث بالرد على الجميع. كان الحوار مثمرًا، لكنه لم يمنحنا الوقت للتفكير العميق. على متن الطائرة، فكرت: كان يجب أن أطرح هذه الأسئلة.”
ما هي خبرة السيو؟
تظل خبرة السيو أمرًا ذاتيًا للغاية. من يصر على أن السيو له تعريف واحد يعاني من قلة فهم لواقع المجال. هناك اختلافات كبيرة في التجارب والمعرفة بين خبراء السيو، وهذا الاختلاف يتطلب فتح الحوار وتبادل الآراء.
العمل من المنزل يجب ألا يمنعنا من فهم أننا جزء من مجتمع السيو. علينا الاستماع لآراء الآخرين وإدارة الخلافات بأسلوب حضاري مع إبقاء عقولنا منفتحة.
