أعلن مؤسس تطبيق تيليغرام، بافل دوروف، عبر حسابه الرسمي أن التطبيق أصبح مربحًا لأول مرة بعد أربع سنوات من تغيير استراتيجيته. هذا الإنجاز يأتي بعد سبع سنوات كان دوروف يمول فيها التطبيق من أمواله الخاصة.
رحلة التمويل والتحول
صرح دوروف في منشوره: “كما توقعت، كان عام 2024 عامًا جيدًا للغاية لتيليغرام”. وأوضح أن التطبيق أصبح مربحًا للمرة الأولى. في السنوات السبع الأولى من عمر المنصة، كان دوروف يمولها من أمواله الشخصية. ولكن في عام 2020، أطلق سلسلة من المبادرات التمويلية لدعم النمو السريع للتطبيق.
من بين هذه المبادرات:
- إطلاق منصة إعلانات.
- تقديم ملصقات مدفوعة.
- إطلاق خدمة Telegram Premium، وهي اشتراك مدفوع يقدم ميزات إضافية.
- توفير خدمات مثل شراء “النجوم”، “الهدايا”، تنظيم السحوبات المدفوعة، وإنشاء وبيع تطبيقات مصغرة.
- مؤخرًا، تم إطلاق منصة Affiliate جديدة.
أرقام وإحصائيات 2024
وفقًا لدوروف، شهدت خدمة Telegram Premium نموًا كبيرًا خلال العام الماضي، حيث تضاعف عدد المستخدمين المشتركين ثلاث مرات ليصل إلى 12 مليون مستخدم مدفوع. على سبيل المقارنة، تشير التقديرات إلى أن منصة X (المعروفة سابقًا بـ تويتر) لديها أقل من 1.5 مليون مشترك مدفوع.
تجاوزت الإيرادات الإجمالية لتطبيق تيليغرام في عام 2024 حاجز مليار دولار، مع احتياطي نقدي يزيد عن 500 مليون دولار (دون احتساب الأصول المشفرة).
التحديات المالية
رغم الأرباح، ما زال تيليغرام يواجه تحديات مالية. أشار دوروف إلى أن المنصة تراكمت عليها ديون بقيمة 2 مليار دولار خلال السنوات الأربع الماضية، معظمها على الأرجح للمستثمرين. وأوضح أن جزءًا “كبيرًا” من هذه الديون قد تم تسديده خلال الخريف الماضي، لكنه أضاف: “لا تزال هناك الكثير من التحديات أمامنا”.
اختتم دوروف منشوره قائلاً: “هدفنا من تحقيق الربحية هو ضمان أنتم، مستخدمينا، دائمًا في مقدمة أولوياتنا”.
مقارنة مع المنافسين
نجاح تيليغرام يبدو ملفتًا للنظر عند مقارنته بالمنافسة الكبرى واتساب، المدعومة من شركة التكنولوجيا العملاقة ميتا. رغم امتلاك واتساب لقاعدة مستخدمين تفوق ملياري مستخدم، لم تتمكن ميتا من تحويلها إلى مصدر دخل مربح. في المقابل، تمكن تيليغرام، مع ميزات مدفوعة مبتكرة، من تحقيق أرباح بلغت مليار دولار سنويًا.
عام مليء بالتحديات
رغم الأخبار الإيجابية، كان عام 2024 عامًا صعبًا لتطبيق تيليغرام. فقد تم حظر التطبيق في إسبانيا بداية العام، كما تم توقيف دوروف نفسه في باريس. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت تيليغرام عن اتخاذ موقف صارم ضد المحتوى غير القانوني المنتشر عبر المنصة، وأجرت تغييرات في شروط الاستخدام لتسمح بالوصول إلى المحتويات التي يتم تداولها عبر الرسائل الخاصة.
الخلاصة
مع تحقيق تيليغرام للربحية لأول مرة، ومع مواجهة تحديات داخلية وخارجية، يبدو أن التطبيق مستعد لمواصلة النمو والتوسع مع الحفاظ على أولوياته تجاه مستخدميه. هذا النجاح يمثل خطوة هامة في مسيرة التطبيق، ويضعه في مكانة مميزة في سوق التطبيقات العالمية.
