{ سيو - SEO }

ميزة جديدة من جوجل تضيف عبئًا على صناع المحتوى ومواقع الإنترنت!


جوجل تستغل المحتوى لتعزيز منصاتها دون إذن صناع المحتوى

بعد عقدين من الزمن قضتهما جوجل في تنظيم المعلومات عبر الإنترنت، يبدو أنها الآن تتجه بخطى سريعة نحو تغييرات جذرية تؤثر سلبًا على الإنترنت كما نعرفه. جوجل طرحت ميزة جديدة تهدف إلى تعزيز منصاتها على حساب صناع المحتوى ومواقع الأخبار. ولماذا نقول “طرحت”؟ لأن هذه الميزة تم تطبيقها بهدوء دون الإعلان عنها بشكل واضح.


روابط لم تكن موجودة من قبل

لاحظ موقع Search Engine Roundtable ميزة جديدة تُدعى Page Annotation أطلقتها جوجل. وفقًا لوصف جوجل، فإن الميزة “تساعد على تحديد عناصر مثيرة للاهتمام على الصفحات وتسليط الضوء عليها.” ولكن ما الذي يعنيه ذلك فعليًا؟ الميزة تتيح لجوجل فحص الصفحات على الإنترنت وتحديد كلمات، مواضيع، منتجات، أماكن، أو أسماء وتحويلها إلى روابط.

ولكن هنا المفاجأة: الروابط التي تُضاف ليست جزءًا من المحتوى الأصلي، بل تُضاف تلقائيًا بواسطة جوجل، وتوجه المستخدمين إلى خدماتها مثل Google Maps بدلاً من مواقع أخرى ذات صلة. هذا يعني أن الإشارة إلى مكان معين في النص على موقع ما قد يتحول إلى رابط يؤدي إلى صفحة جوجل.


بدون استئذان أصحاب المواقع

في الظاهر، قد تبدو هذه الميزة مفيدة للمستخدمين الذين يمكنهم الوصول إلى معلومات إضافية. لكن في الواقع، تُغير جوجل الطريقة التي نتصفح بها الإنترنت. عندما ترى رابطًا على موقع، تفترض عادةً أن الهدف منه هو توجيهك إلى مصدر إضافي مرتبط بالموضوع، ولكن الآن قد تجد نفسك على منصة تابعة لجوجل.

المشكلة الأكبر أن جوجل تعتمد أسلوب Opt-Out، أي أن صناع المحتوى وأصحاب المواقع ليس لديهم الخيار المسبق لرفض الميزة. بدلاً من ذلك، إذا أرادوا تعطيل الميزة على مواقعهم، يتوجب عليهم إرسال طلب لجوجل عبر نموذج مخصص، ومن ثم الانتظار لمدة تصل إلى 30 يومًا لتعطيلها.


التوسع المتوقع للميزة

حاليًا، تتوفر الميزة على تطبيق جوجل لنظام iOS فقط، ولكن من المتوقع أن يتم توسيعها لاحقًا لتشمل متصفح جوجل Chrome. إذا حدث ذلك، سيعني المزيد من التوجيه نحو منصات جوجل وزيادة حركة المرور عليها، على حساب مواقع الويب الأخرى.

الميزة الجديدة تأتي بعد إطلاق ميزة أخرى مثيرة للجدل تُسمى AI Overviews، التي تختصر نتائج البحث مباشرةً، وتعرض الإجابة بدلاً من توجيه المستخدم إلى المواقع ذات الصلة. كلا الميزتين يعتمدان على المحتوى الأصلي المنشور عبر الإنترنت، لكنهما يقللان من التفاعل مع مواقع المحتوى، مما يضر بصناع المحتوى الذين يفقدون حركة المرور وبالتالي الإيرادات.


التأثير على الإنترنت

تأتي هذه التغييرات في وقت تواجه فيه جوجل دعاوى قضائية في الولايات المتحدة تتهمها بالاحتكار. قد يؤدي ذلك إلى إجبارها على فصل خدمات مثل Chrome عنها. لكن مع استمرار جوجل في تطبيق ميزات كهذه، يبدو أنها تقدم دليلاً إضافيًا ضد نفسها في المحاكم، ما يهدد الإنترنت كما نعرفه اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى