أظهرت مستندات قدمتها OpenAI للمستثمرين المحتملين نظرة نادرة على الوضع المالي للشركة، كما كشفت عن خططها بشأن أسعار خدماتها المميزة مثل ChatGPT Plus.
شعبية متزايدة لـ ChatGPT، لكن التكاليف باهظة
قد يكون من الصعب التصديق، لكن ChatGPT دخل حياتنا قبل أقل من عامين. رغم أن لدى الخدمة حوالي 200 مليون مستخدم، إلا أن عدد المشتركين في الخدمات المدفوعة، مثل ChatGPT Plus، لا يزال محدوداً، ولا يغطي التكاليف التشغيلية الضخمة للشركة، مما يشير إلى أن نموذجها الاقتصادي قد لا يستمر طويلاً بصيغته الحالية.
إيرادات ضخمة، لكن خسائر كبيرة
وفقاً لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، أجرت OpenAI محادثات مع مستثمرين وعرضت مستندات تظهر زيادة كبيرة في الإيرادات، حيث حققت الشركة 300 مليون دولار في شهر أغسطس وحده، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 1,700% مقارنة ببداية العام. وتتوقع الشركة تحقيق إيرادات سنوية قدرها 3.7 مليار دولار في 2023، بينما يُتوقع أن تصل إلى 11.6 مليار دولار في 2024. ومن هذه الإيرادات، من المتوقع أن يحقق ChatGPT وحده حوالي 2.7 مليار دولار، بينما ستأتي الإيرادات المتبقية، مثل خدمات API، بحوالي مليار دولار إضافي.
ولكن، رغم الإيرادات الكبيرة، يُقدر المحللون أن الشركة ستنهي العام بخسارة تصل إلى حوالي 5 مليارات دولار نتيجة التكاليف التشغيلية، رواتب الموظفين، تكاليف المكاتب، وغيرها. لهذا السبب، أكملت الشركة مؤخراً جولة تمويل جديدة بقيمة حوالي 7 مليارات دولار، مما يجعل قيمة الشركة تقدر بـ 150 مليار دولار، ولكن يبدو أن هذا حل مؤقت فقط.
زيادة متوقعة في الأسعار: ما مستقبل ChatGPT Plus؟
وفقاً للمستندات، يدفع حوالي 10 ملايين مستخدم 20 دولاراً شهرياً مقابل خدمة ChatGPT Plus، لكن OpenAI تخطط لزيادة السعر إلى 22 دولاراً شهرياً بنهاية العام. وعلى المدى الطويل، تخطط الشركة لزيادة الأسعار بشكل تدريجي ليصل الاشتراك إلى 44 دولاراً شهرياً خلال خمس سنوات. ورغم أن هذه الزيادة الكبيرة قد تثير الجدل، إلا أن OpenAI على الأرجح ستتبنى أسلوب زيادة تدريجية في الأسعار، مشابهة لنماذج اقتصادية تتبعها خدمات الاشتراك مثل Netflix وSpotify.
إن الزيادة المتوقعة في أسعار ChatGPT Plus تسلط الضوء على التحديات التي تواجهها OpenAI في مسيرتها نحو تحقيق الربحية، وهي عملية ستتطلب منها الاستمرار في رفع الأسعار وتحسين الخدمات مع الحفاظ على تجربة مستخدم تنافسية ومتميزة.
