يقدم العاملون في جوجل آراء مثيرة للجدل حول ما إذا كان السيو “SEO” في طريقه إلى الزوال بسبب الذكاء الاصطناعي في البحث. تم مناقشة هذا الموضوع في أحدث حلقة من بودكاست “Search Off the Record”، حيث سلطوا الضوء على التحديات التي تواجهها ممارسات تحسين محركات البحث مع إدخال الذكاء الاصطناعي في عمليات البحث.
جوجل يناقش مستقبل السيو والذكاء الاصطناعي
خلال البودكاست، طرح جون مولر سؤالًا حول تأثير الذكاء الاصطناعي على السيو قائلاً:
“هل تعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل السيو؟ هل السيو في طريقه إلى الزوال؟”
أجاب غاري إيليس بشك كبير، مشيرًا إلى أن التكهنات حول نهاية السيو كانت موجودة منذ عقود. وصرح غاري بتفاؤل قائلاً:
“لقد كان السيو يحتضر منذ عام 2001، لذلك لست قلقًا بشأنه. أنا واثق تمامًا أنه في عام 2025، ستظهر مقالات جديدة تقول إن السيو يحتضر مجددًا.”
هذا الوصف دقيق. بدأت جوجل منذ عام 2004 في تطبيق تغييرات كبيرة على استراتيجيات السيو المتبعة آنذاك، مما أدى إلى تغيير جذري في مشهد البحث بحلول عام 2005. ومع اقتراب عام 2025، يواجه مشهد البحث تغييرات كبيرة مجددًا.
RAG بوابة الذكاء الاصطناعي إلى السيو
تناولت ليزي ساسمان خلال النقاش أهمية السيو في عام 2025، وبعد بعض الحديث الجانبي، تطرق جون مولر إلى مفهوم RAG (التوليد المعزز بالاسترجاع).
تُعد RAG تقنية تمكن النماذج اللغوية الكبيرة من تقديم إجابات حديثة ودقيقة. تعتمد هذه التقنية على استرجاع المعلومات ذات الصلة من مصادر خارجية، مثل فهارس البحث أو الرسوم البيانية المعرفية، ثم استخدام هذه المعلومات لتوليد الردود.
استعرض مارتن سبليت، أحد موظفي جوجل، هذه التقنية بتشبيه بسيط يشير إلى أن الوثائق تمثل فهرس البحث أو قاعدة المعرفة، ويتم استخراج المعلومات منها لإنتاج الإجابات. وشرح قائلاً:
“في الوقت الحاضر، يمكنك تحميل بعض الوثائق، وبناءً عليها تحصل على الإجابة التي تحتاجها.”
أضاف جون مولر أن هذه التقنية ترتبط بممارسات السيو، حيث تلعب عملية تصنيف محركات البحث دورًا أساسيًا حتى مع وجود الذكاء الاصطناعي. وأوضح قائلاً:
“عندما نتحدث عن الجزء المعزز بالاسترجاع، نجد أن هذا الجزء هو ما يعمل عليه متخصصو السيو، مثل إنشاء محتوى يمكن زحفه وأرشفته. هذا النهج يظهر أن نتائج البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي غالبًا ما تكون مزيجًا من الأمور الحالية التي تقومون بها بالفعل.”
تأثير الذكاء الاصطناعي على السيو
رغم أن عمليات الزحف والأرشفة لم تتغير كثيرًا، إلا أن الذكاء الاصطناعي يضيف تحديات جديدة مثل الإشارات الغامضة التي تقيس الفائدة والسلطة والمحتوى البشري. وهذا الجانب هو الأهم.
الكثير من الناشرين، سواء الكبار أو الصغار، تأثروا سلبًا بالتغيرات في خوارزميات التصنيف، التي تفضل أحيانًا محتوى أقل موثوقية على حساب المحتوى الخبير. وهذه بعض التغييرات التي أحدثها الذكاء الاصطناعي على السيو:
- نتائج البحث التقليدية أصبحت قديمة بشكل واضح.
- التحول نحو استفسارات اللغة الطبيعية يغير مفاهيم الصلة.
- خوارزميات التصنيف غير المستقرة تعرقل استقرار النظام البيئي على الإنترنت.
نتائج البحث التقليدية أصبحت قديمة
نتائج البحث التقليدية التي كانت تعتمد على الروابط الزرقاء العشرة أصبحت غير فعالة منذ أكثر من 15 عامًا، ولكن الذكاء الاصطناعي جعل ذلك أكثر وضوحًا.
استفسارات اللغة الطبيعية
التغيير في طبيعة استفسارات المستخدمين إلى أسئلة محادثة دقيقة ومتشعبة يعد تحولًا كبيرًا. هذا التغيير يربك الناشرين الذين اعتادوا على تحسين محتواهم لتلبية الاستفسارات القائمة على الكلمات المفتاحية.
خوارزميات غير مستقرة
الطبيعة المتقلبة لخوارزميات التصنيف تؤثر سلبًا على الناشرين. التغييرات المستمرة تجعل من الصعب التكيف مع متطلبات التصنيف الجديدة.
هل جوجل منفصلة عن واقع النظام البيئي؟
التضرر الكبير الذي سببه الذكاء الاصطناعي للنظام البيئي على الإنترنت لا يمكن إنكاره. الكثير من الناشرين فقدوا جزءًا كبيرًا من حركة المرور بسبب التكامل المتزايد للذكاء الاصطناعي في أنظمة جوجل.
يأمل الكثيرون أن تقدم جوجل حلولًا أكثر وضوحًا بحلول عام 2025 لمعالجة هذا الوضع، لكن هذا يبقى سؤالًا مفتوحًا حول مستقبل السيو وصناعة النشر في ظل الذكاء الاصطناعي.
