هل أنت مختبر يدوي أم مختبر آلي؟
سمعت هذا السؤال أو ما يشبهه مرات لا تحصى خلال مسيرتي المهنية. في العديد من المؤسسات، هناك تمييز واضح بين الاختبار اليدوي والاختبار الآلي. في بعض الحالات، قد توجد حتى أدوار مختلفة لكل منهما، مثل “محلل ضمان الجودة” للاختبار اليدوي و”مهندس برمجيات في الاختبار” للاختبار الآلي. الكثير من النقاش دار حول ما إذا كان هذا التمييز مفيدًا أم لا، لكن لا يمكن إنكار أن هذا الفصل موجود بشكل أو بآخر في العديد من الأماكن.
تداخل الحدود بين الاختبار اليدوي والاختبار الآلي
شيء لاحظته على مر السنين هو أن هذا الفصل بين النوعين يصبح أكثر غموضًا بمرور الوقت، وبطرق لم أكن أتوقعها. رغم أن هذا الأمر ليس جديدًا، إلا أن التقنيات الحديثة مثل التعلم الآلي أصبحت تُبرز هذا الغموض أكثر.
على سبيل المثال، قمت اليوم بفتح تطبيق لتخطيط الأفكار ورغبت في إنشاء خريطة ذهنية لاختبار بريد إلكتروني. لم أجد الأدوات المناسبة لذلك، لذا كتبت “إنشاء خريطة ذهنية لاختبار البريد الإلكتروني” في واجهة الذكاء الاصطناعي، وضغطت على زر، وفي لحظات تم إنشاء خريطة ذهنية مع فروع تتعلق باختبار الأمان والأداء وغيرها.
هذا يوضح أن مهارة “يدوية” أساسية مثل إنشاء خريطة ذهنية لاختبار مجال معين في البرمجيات أصبحت مؤتمتة جزئيًا. ربما ما كان يُعتبر يدويًا أصبح الآن مؤتمتًا.
تطور أدوات الأتمتة
رأينا أيضًا أن الاختبار “المؤتمت” نفسه يتطور بفضل الأدوات التي تعتمد على التقنيات منخفضة الأكواد أو بدون أكواد، بالإضافة إلى أدوات توليد الأكواد. رغم أن فكرة توليد أكواد اختبار بشكل كامل لتحل محل عمل مهندسي البرمجيات في الاختبار لا تزال حلمًا بعيد المنال في مجال علوم الكمبيوتر، إلا أن هذه الأدوات قطعت شوطًا كبيرًا.
الآن يمكن تخيل وجود شخص في فريق يجمع بين المهارات اليدوية والآلية من خلال أدوات الأتمتة، وهذا ليس مستبعدًا.
تداخل الأدوار في الاختبار
لا يمكننا إنكار أن أشخاصًا ليس لديهم مسمى وظيفي يتضمن كلمات مثل “جودة” أو “اختبار” يمكنهم استخدام الأدوات المذكورة أعلاه لإنجاز عملهم. لم يعد هناك حدود صارمة بين المهام اليدوية والمؤتمتة في مجال الاختبار.
وفي الختام, الفجوة الغامضة بين الاختبار اليدوي والاختبار الآلي تتقلص بشكل متزايد. ما قد يحدث في المستقبل ليس واضحًا تمامًا، لكن من المؤكد أن التطورات الحالية تشير إلى إعادة تعريف للأدوار والمهام في هذا المجال.
المصدر: Simply The Test
كاتب المقال: Josh Grant
